اقسام العلوم وانواعها
روي عن الامام أمير المؤمنين (ع) أنه قال :
العلوم أربعة : علم ينفع ، وعلم يشفع ، وعلم يرفع ، وعلم يضع .
فأما الذي ينفع فهو علم الشريعة ، واما الذي يشفع فهو علم القرآن ، واما الذي يرفع فهو علم النحو ، واما الذي يضع فهو علم النجوم .
وقال بعض الاعاظم : العلوم مع تفرقها وتشتتها أربعة :
1. الفقه للاديان .
2. الطب للابدان .
3. النجوم للزمان .
4. والنحو لللسان .
وقال بعض العلماء في تقسيم أنواع العلوم :
اعلم ان العلوم تنقسم علی قسمين : العلوم النقلية والعلوم العقلية .
العلوم النقلية : تشتمل علی ثلاث مقالات :
الاولی : في الشرعيات : ان كان النقل عن الشارع . وفيها خمسة فنون :
1. علم الكلام : وهو البحث عن المعلومات من حيث تعلقها بذات الله وصفاته .
2. علم التفسير : وهو البحث عن كلام الله من حيث الامر والنهي .
3. علم الحديث : وهو البحث عن كلام النبي (ص) من صحة الاسناد وعدمه .
4. علم أصول الفقه : وهو البحث عن ادلة الفقه الاجمالية وما يتعلق بها .
5. علم الفقه : وهو البحث عن أفعال المكلف صحةو فسادا ً .
الثانية : في العربيات : ان كان النقل عن العرب فعربي . وفيها أيضا خمسة فنون :
1. علم اللغة : وهو البحث عن الكلمات من حيث الجوهر والمادة .
2. علم التصريف : وهو البحث عن بينة الكلم .
3. علم الاشتقاق : وهو البحث عن اصالة الكلمات وعدمها .
4. علم النحو : هو البحث عن الاعراب وبناء الكلمات .
5. علم الخط : وهو البحث عن كيفية الكتابة .
الثالثة : في الادبيات : ان كان النقل عن متتبعي كلام العرب . وفيها خمسة فنون أيضا ً :
1. علم المعاني : هو البحث فيه عن الكلمات من حيث مطابقتها الحال وعدمها .
2. علم البيان : وهو ايراد المعنی بطرق مختلفة .
3. علم البديع : وهو البحث عن وجوه التحسين في الكلمات .
4. علم العروض : البحث عن اوزان المنظوم .
5. علم القافية : البحث عن أواخر الابيات .
واما العلوم العقلية : فتشتمل أيضا علی ثلاث مقالات :
الاولی : في النظريات : ان كان البحث في العقلي عن الموجودات التي لا دخل لقدرتنا فيها فنظري . وفيها خمسة فنون :
1. علم المنطق : البحث في الوسيلة التي يعصم مراعاته الذهن عن الخطأ .
2. علم آداب البحث : البحث عن كيفية تقرير الادلة ورفع الشبهة .
3. العلم الالهي : البحث عن أحوال الموجودات لا من حيث المادة .
4. العلم الطبيعي : البحث عن أحوال الموجودات من حيث المادة لكن من حيث المخالطة .
5. العلم الرياضي : البحث عن أحوال الموجودات من حيث المادة لكن لا من حيث المخالطة .
الثانية : في العمليات : ان كان البحث في العقلي عن الاعمال التي لنا دخل فيها فعملي . وفيها أيضا خمسة فنون :
1. علم الاخلاق : اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل المتعلق بشخص .
2. علم تدبير المنزل : اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل المتعلق بأشخاص .
3. علم الموسيقی ، والكلمة يونانية معناها تأليف الالحان . وهو يبحث عن كيفية تأليف الالحان .
4. علم السياسة : اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل المتعلق بالرئيس والمرؤس .
5. علم الطب : وهو يبحث عن بدن الانسان وصحته ومرضه .
الثالثة : في الفرعيات : وان كان البحث العقلي عما يتفرع عن ذلك ففرعي . وفيها خمسة فنون أيضا ً :
1. علم التشريح : وهو البحث عن أعضاء الانسان .
2. علم الحساب : وهو البحث عن استخراج المجهولات العددية .
3. علم الهيئة : البحث عن الاجرام البسيطة .
4. علم الهندسة : البحث عن خواص المقادير .
5. علم الغبار .
قال الشيخ البهائي (وهو بهاء الدين محمد العاملي قدس سره المتوفي سنة 1031 هـ ) في كتابه الكشكول :
العلوم تنقسم الی جليـّة وخفـيـّة :
فالجليـّة : العلوم المتدوالة بي الطلبة التي تتذاكر في المدارس والمجالس وكتبها مشهورة .
وأما الخفيـّة : فهي المستورة المصون بها من غير أهلها ولم يزل الحكماء يبالغون في إخفائها حتی أنهم وضعوا فيها رموزا ً واخترعوا في كتابتها أنواعا ً من الخط .
وغير الرسوم المعهودة فان الخفيـّة تنقسم أقساما ً : الكيمياء ، واللـّيمياء ، والهيمياء ، والسيمياء ، والريمياء .
ويقول :
الكيمياء : معلوم .
أما الليمياء : علم الطلسمات
والهيمياء : علم التسخيرات
والسيمياء : علم التخييلات .
والريمياء : علم الشعبذة[1] (الالعاب السحرية) .
شرائط العلم
قالوا : لا يكون العالم عالما ً حتی تكون فيه ثلاث خصال :
1. لا يحتقر من دونه .
2. ولا يحسد من فوقه .
3. ولا يأخذ علی العلم ثمنا ً .
ومدح بعضهم رجلا ً فقال :
كان بديع المنطق ، جزل الالفاظ ، عربي اللسان ، قليل الحركات ، حسن الاشارات ، حلو الشمائل ، كثير الطلاوة صموتا ً وقورا ً .
وقال بعضهم :
ان للعلم آفة واضاعة ونكدا ً واستجاعة ، فآفته النسيان ، واضاعته أن تحدث به غير أهله ، ونكده الكذب فيه ، واستجاعته أن صاحبه منهوم لا يشبع أبدا ً .
وقال بعض الحكماء :
لست منتفعا ً بما تعلم مالم تعمل بما تعلم ، فان زدت في علمك فانت مثل رجل خرم خرمة من حطب واراد حملها فلم يطق فوضعها وزاد عليها .
شعر طريف في العلم والمعلم والتعليم
لشاعر النيل الشهير أحمد شوقي قال :
قم للمعلم وفه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي * يبني وينشي أنفسا ً وعقولا
سبحانك اللهم خير معلم * علـّمت بالقلم القرون الاولی
أخرجت هذا العقل من ظلماته * وهديته النور المبين سبيلا
وطبعته بيد المعلم تارة * صدأ الحديد وتارة مصقولا
أرسلت بالتوراة وموسی مرشدا ً * وابن البتول فعلم الانجيلا
وفجرت ينبوع البيان محمدا ً * فسقی الحديث وناول التنزيلا
علمت يونانا ً ومصر فزالتا * عن كل شمس ما تريد أفولا
واليوم أصبحتا بحال طفولة * في العلم تلتمسانه تطفيلا
من مشرق الارض الشموس تظاهرت * ما بال مغربها عليه أديلا
يا أرض مذ فقد المعلم نفسه * بين الشموس وبين شرقك حيلا
ذهب الذين حموا حقيقة علمهم * واستعذبوا فيها العذاب وبيلا
في عالم صحب الحياة مقيدا ً * بالفرد مخزوما ً به مغلولا
صرعته دنيا المستبد كما هوت * من ضربة الشمس الرؤس ذهولا
سقراط أعطی الكأس وهي منية * شفتي محب يشتهي التقبيلا
عرضوا الحياة عليه وهي غباوة * فأبی وآثر أن يموت نبيلا
ان الشجاعة في القلوب كثيرة * ووجدت شجعان العقول قليلا
أمعلمي الوادي وساسة نشئه * والطابعين شبابه المأمولا
والحاملين اذا دعوا ليعلموا * عبء الامانة فادحا ً مسئولا
وبنت خطا التعليم بعد محمد * ومشی الهوينا بعد اسماعيلا
حتی رأينا مصر تخطو اصبعا ً * في العلم ان مشت الممالك ميلا
تلك الكفور وحشودها أمية * من عهد (خو) لم تر القنديلا
نجد الذين (بنی ) المسلة جدهم * لا يحسنون لابرة تشكيلا
ويدللون اذا أريد قيادهم * كالبهم تأنس اذ تری التدليلا
يتلو الرجال عليهم شهواتهم * فالناجحون ألذهم ترتيلا
الجهل لا تحيا عليه جماعة * كيف الحياة علی يدي عزريلا
ربـّوا علی الانصاف فتيان الحمی * تجدوهم كهف الحقوق كهولا
فهو الذي يبني الطباع قويمة * وهو الذي يبني النفوس عدولا
وتقيم منطق كل أعوج منطق * ويريد رأيا ً في الامور أصيلا
واذا المعلم لم يكن عدلا مشی * روح العدالة في الشباب ضئيلا
واذا المعلم ساء لحظ بصيرة * جاءت علی يده البصائر حولا
واذا أتی الارشاد من سبب الهوی * ومن الغرور فسمه التضليلا
واذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما ً وعويلا
اني لاعذركم وأحسب عبثكم * من بين أعباء الرجال ثقيلا
وجد المساعد غيركم وحرمتمو * في مصر عون الامهات جليلا
واذا النساء نشأن في أمية * رضع الرجال جهالة وخمولا
ليس اليتيم من انتهی أبواه من * همّ الحياة وخلفاه ذليلا
فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما * وبحسن تربية الزمان بديلا
ان اليتيم هو الذي تلقی له * أما تخلت أو أبانا مشغولا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق