الاثنين، 12 يوليو 2010

الكلام يجر الكلام 5


اقسام العلوم وانواعها

روي عن الامام أمير المؤمنين (ع) أنه قال :

العلوم أربعة : علم ينفع ، وعلم يشفع ، وعلم يرفع ، وعلم يضع .

فأما الذي ينفع فهو علم الشريعة ، واما الذي يشفع فهو علم القرآن ، واما الذي يرفع فهو علم النحو ، واما الذي يضع فهو علم النجوم .

وقال بعض الاعاظم : العلوم مع تفرقها وتشتتها أربعة :

1. الفقه للاديان .

2. الطب للابدان .

3. النجوم للزمان .

4. والنحو لللسان .

وقال بعض العلماء في تقسيم أنواع العلوم :

اعلم ان العلوم تنقسم علی قسمين : العلوم النقلية والعلوم العقلية .

العلوم النقلية : تشتمل علی ثلاث مقالات :

الاولی : في الشرعيات : ان كان النقل عن الشارع . وفيها خمسة فنون :

1. علم الكلام : وهو البحث عن المعلومات من حيث تعلقها بذات الله وصفاته .

2. علم التفسير : وهو البحث عن كلام الله من حيث الامر والنهي .

3. علم الحديث : وهو البحث عن كلام النبي (ص) من صحة الاسناد وعدمه .

4. علم أصول الفقه : وهو البحث عن ادلة الفقه الاجمالية وما يتعلق بها .

5. علم الفقه : وهو البحث عن أفعال المكلف صحة‌و فسادا ً .

الثانية : في العربيات : ان كان النقل عن العرب فعربي . وفيها أيضا خمسة فنون :

1. علم اللغة : وهو البحث عن الكلمات من حيث الجوهر والمادة .

2. علم التصريف : وهو البحث عن بينة الكلم .

3. علم الاشتقاق : وهو البحث عن اصالة الكلمات وعدمها .

4. علم النحو : هو البحث عن الاعراب وبناء الكلمات .

5. علم الخط : وهو البحث عن كيفية الكتابة .

الثالثة : في الادبيات : ان كان النقل عن متتبعي كلام العرب . وفيها خمسة فنون أيضا ً :

1. علم المعاني : هو البحث فيه عن الكلمات من حيث مطابقتها الحال وعدمها .

2. علم البيان : وهو ايراد المعنی بطرق مختلفة .

3. علم البديع : وهو البحث عن وجوه التحسين في الكلمات .

4. علم العروض : البحث عن اوزان المنظوم .

5. علم القافية : البحث عن أواخر الابيات .

واما العلوم العقلية : فتشتمل أيضا علی ثلاث مقالات :

الاولی : في النظريات : ان كان البحث في العقلي عن الموجودات التي لا دخل لقدرتنا فيها فنظري . وفيها خمسة فنون :

1. علم المنطق : البحث في الوسيلة التي يعصم مراعاته الذهن عن الخطأ .

2. علم آداب البحث : البحث عن كيفية تقرير الادلة ورفع الشبهة .

3. العلم الالهي : البحث عن أحوال الموجودات لا من حيث المادة .

4. العلم الطبيعي : البحث عن أحوال الموجودات من حيث المادة لكن من حيث المخالطة .

5. العلم الرياضي : البحث عن أحوال الموجودات من حيث المادة لكن لا من حيث المخالطة .

الثانية : في العمليات : ان كان البحث في العقلي عن الاعمال التي لنا دخل فيها فعملي . وفيها أيضا خمسة فنون :

1. علم الاخلاق : اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل المتعلق بشخص .

2. علم تدبير المنزل : اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل المتعلق بأشخاص .

3. علم الموسيقی ، والكلمة يونانية معناها تأليف الالحان . وهو يبحث عن كيفية تأليف الالحان .

4. علم السياسة : اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل المتعلق بالرئيس والمرؤس .

5. علم الطب : وهو يبحث عن بدن الانسان وصحته ومرضه .

الثالثة : في الفرعيات : وان كان البحث العقلي عما يتفرع عن ذلك ففرعي . وفيها خمسة فنون أيضا ً :

1. علم التشريح : وهو البحث عن أعضاء الانسان .

2. علم الحساب : وهو البحث عن استخراج المجهولات العددية .

3. علم الهيئة : البحث عن الاجرام البسيطة .

4. علم الهندسة : البحث عن خواص المقادير .

5. علم الغبار .

قال الشيخ البهائي (وهو بهاء الدين محمد العاملي قدس سره المتوفي سنة 1031 هـ ) في كتابه الكشكول :

العلوم تنقسم الی جليـّة وخفـيـّة :

فالجليـّة : العلوم المتدوالة بي الطلبة التي تتذاكر في المدارس والمجالس وكتبها مشهورة .

وأما الخفيـّة : فهي المستورة المصون بها من غير أهلها ولم يزل الحكماء يبالغون في إخفائها حتی أنهم وضعوا فيها رموزا ً واخترعوا في كتابتها أنواعا ً من الخط .

وغير الرسوم المعهودة فان الخفيـّة تنقسم أقساما ً : الكيمياء ، واللـّيمياء ، والهيمياء ، والسيمياء ، والريمياء .

ويقول :

الكيمياء : معلوم .

أما الليمياء : علم الطلسمات

والهيمياء : علم التسخيرات

والسيمياء : علم التخييلات .

والريمياء : علم الشعبذة[1] (الالعاب السحرية) .

شرائط العلم

قالوا : لا يكون العالم عالما ً حتی تكون فيه ثلاث خصال :

1. لا يحتقر من دونه .

2. ولا يحسد من فوقه .

3. ولا يأخذ علی العلم ثمنا ً .

ومدح بعضهم رجلا ً فقال :

كان بديع المنطق ، جزل الالفاظ ، عربي اللسان ، قليل الحركات ، حسن الاشارات ، حلو الشمائل ، كثير الطلاوة صموتا ً وقورا ً .

وقال بعضهم :

ان للعلم آفة واضاعة ونكدا ً واستجاعة ، فآفته النسيان ، واضاعته أن تحدث به غير أهله ، ونكده الكذب فيه ، واستجاعته أن صاحبه منهوم لا يشبع أبدا ً .

وقال بعض الحكماء :

لست منتفعا ً بما تعلم مالم تعمل بما تعلم ، فان زدت في علمك فانت مثل رجل خرم خرمة من حطب واراد حملها فلم يطق فوضعها وزاد عليها .

شعر طريف في العلم والمعلم والتعليم

لشاعر النيل الشهير أحمد شوقي قال :

قم للمعلم وفه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي * يبني وينشي أنفسا ً وعقولا

سبحانك اللهم خير معلم * علـّمت بالقلم القرون الاولی

أخرجت هذا العقل من ظلماته * وهديته النور المبين سبيلا

وطبعته بيد المعلم تارة * صدأ الحديد وتارة مصقولا

أرسلت بالتوراة وموسی مرشدا ً * وابن البتول فعلم الانجيلا

وفجرت ينبوع البيان محمدا ً * فسقی الحديث وناول التنزيلا

علمت يونانا ً ومصر فزالتا * عن كل شمس ما تريد أفولا

واليوم أصبحتا بحال طفولة * في العلم تلتمسانه تطفيلا

من مشرق الارض الشموس تظاهرت * ما بال مغربها عليه أديلا

يا أرض مذ فقد المعلم نفسه * بين الشموس وبين شرقك حيلا

ذهب الذين حموا حقيقة علمهم * واستعذبوا فيها العذاب وبيلا

في عالم صحب الحياة مقيدا ً * بالفرد مخزوما ً به مغلولا

صرعته دنيا المستبد كما هوت * من ضربة الشمس الرؤس ذهولا

سقراط أعطی الكأس وهي منية * شفتي محب يشتهي التقبيلا

عرضوا الحياة عليه وهي غباوة * فأبی وآثر أن يموت نبيلا

ان الشجاعة في القلوب كثيرة * ووجدت شجعان العقول قليلا

أمعلمي الوادي وساسة نشئه * والطابعين شبابه المأمولا

والحاملين اذا دعوا ليعلموا * عبء الامانة فادحا ً مسئولا

وبنت خطا التعليم بعد محمد * ومشی الهوينا بعد اسماعيلا

حتی رأينا مصر تخطو اصبعا ً * في العلم ان مشت الممالك ميلا

تلك الكفور وحشودها أمية * من عهد (خو) لم تر القنديلا

نجد الذين (بنی ) المسلة جدهم * لا يحسنون لابرة تشكيلا

ويدللون اذا أريد قيادهم * كالبهم تأنس اذ تری التدليلا

يتلو الرجال عليهم شهواتهم * فالناجحون ألذهم ترتيلا

الجهل لا تحيا عليه جماعة * كيف الحياة علی يدي عزريلا

ربـّوا علی الانصاف فتيان الحمی * تجدوهم كهف الحقوق كهولا

فهو الذي يبني الطباع قويمة * وهو الذي يبني النفوس عدولا

وتقيم منطق كل أعوج منطق * ويريد رأيا ً في الامور أصيلا

واذا المعلم لم يكن عدلا مشی * روح العدالة في الشباب ضئيلا

واذا المعلم ساء لحظ بصيرة * جاءت علی يده البصائر حولا

واذا أتی الارشاد من سبب الهوی * ومن الغرور فسمه التضليلا

واذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما ً وعويلا

اني لاعذركم وأحسب عبثكم * من بين أعباء الرجال ثقيلا

وجد المساعد غيركم وحرمتمو * في مصر عون الامهات جليلا

واذا النساء نشأن في أمية * رضع الرجال جهالة وخمولا

ليس اليتيم من انتهی أبواه من * همّ الحياة وخلفاه ذليلا

فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما * وبحسن تربية الزمان بديلا

ان اليتيم هو الذي تلقی له * أما تخلت أو أبانا مشغولا



[1] الشعبذة : خفة في اليد وا ُخذ ٌ كالسحر يُری الشئ بغير ما عليه أصله في رأي العين .

ليست هناك تعليقات: