شذرات عما قيل في وصف الخط
وصف أحمد بن اسماعيل خطا ً حسنا ً فقال :
لو كان نباتا ً لكان زهرا ً ، ولو كان معدنا ً لكان تبرا ً ، أو مذقا ً لكان حلوا ً ، أو شرابا ً لكان صفوا ً .
وقال اقليدس :
الخط هندسة روحانية وان ظهرت بآلة جثمانية ، وقد إخذه النظام فقال : الخط أصل في الروح وان ظهر بالجسد .
اعتذر رجل الی محمد بن عبدالله بن طاهر من شئ بلغه عنه ، فرأی خطه قبيحا ً ، فوقـّع رقعته :
« أردنا قبول عذرك ، فاقتطعنا عنه ما قابلنا من قبح خطك ، ولو كنت صادقا ً في اعتذارك لساعدتك حركة يدك ، أوما علمت أن حسن الخط يناضل عن صاحبه بوضوح الحجة ، ويمكن له درك البغية » ؟
ويقول الخطاط وليد الاعظمي في كتابه تراجم خطاطي بغداد المعاصرين عن عباقرة الخط العربي مثل عميد الخط العربي العبقري المرحوم الخطاط هاشم محمد البغدادي :
« هم قد سهروا الليالي الطوال ، وسلخوا الشهور والاعوام ، يسامرون الاقلام ، والمحابر والاوراق ، بكل معنی رفيع ولفظ بديع او راق ، وسطورهم علی طروسهم ، حدائق ذات بهجة ، من غصون واوراق . قد اتخذوا من (الألـِف) إلفا ، واستأنسوا بالحروف حرفا ً حرفا ً ، يعشقون ما يمشقون ، حتی التصقت منهم الحواجب بالعيون ، وهم يحققون اوضاع (العيون) . وارتعشت رؤوسهم ، من أثر (التعريش والترويس) ، وما كفـّوا أكفهم ولا اكتفوا حتی استوی لهم (الكاف) مرسلا ً وممدودا ً ، والياء مسبلا ً ومردودا ً . وقد كانوا يئنون عند مدة (النون) وهم لها يحنـّون ، ولاقلامهم علی الصفحات صرير ، كأنه شهقات استعبار جرير » .
وقال بعض العلماء الاعاظم : ليكن همك في اجادة ما تكتب لا في مدحه بين الناس ، فان ريح المسك يدل عليه .
وكان أبو هفان عبد الله بن أحمد المهتزمي من أقبح الناس خطا ً ، وكان يبتدئ الخط من رأس الورقة ويعوج سطوره حتی يبقی آخر سطر في الورقة كلمة واحدة ، فرثاه يحيی بن علي فقال في مرثيته :
مع خط كأنه أرجل البط
أو الحط في ذوي الفتيان
وقيل كان الجحا من أقبح الناس خطا ً ايضا ، وكان اذا كتب كتابا ً لصديق له ، يذهب مع الكتاب ويقرأ كتابه حيث لا يتمكن احدا من قراءة خطه .
شعر في وصف حسن الخط
للعلامة الكبير السيد الامين العاملي (طاب رمسه) قال :
عليك بحسن الخط فالخط زينة
ورزق اذا ما أعوز المال والرزق
ونزهه عن لحن وعن خطأ به
بشأن كتاب المرء في الناس والنطق
شعر في وصف قبح الخط
أنشد العزي الحسن بن علي في قبح الخط فقال :
جزعت من قبح خطي
وفيه وضعي وحطي
رجعت من بعد حذفي
الی تعلم حـُطي
شعر في وصف الخط والكتابة والبلاغة
يقول الشاعر الكبير المشهور علي بن محمد القاضي التنوخي :
خط وقرطاس كأ
نهما السوالف والشعور
وبدائع تدع القلوب
تكاد من طرب تطير
في كل مغنی كالغنی
تحويه محتاج فقير
أو كالفكاك يناله
من بعد ما يأس أسير
وكأنها الاقبال جا
ء به الشفاء أو النشور
وكأنها شرخ الشبا ب
وعيشه الخضل النضير
شعر في وصف كتاب للوزير المهلبي
ورد الكتاب مبشرا ً
نفسي بأنواع السرور
وفضضته فوجدته
ليلا علی صفحات نور
مثل السوالف والخدو
د البيض زينت بالشعور
أنزلته مني بمنز
لة القلوب من الصدور
اشعار في وصف (محبرة) دواة
قال بعض الكتاب يصف (محبرة) دواة :
ولقد مضيت الی المحدث آنفا ً
واذا بحضرته ظباء رتع
واذا ظباء الانس تكتب كل ما
يملی وتحفظ ما يقول وتسمع
يتجاذبون الحبر من ملمومة
بيضاء تحملها علائق أربع
من خالص البلور غيـّر لونها
فكأنها سبج بلوح ويلمع
ان نكسوها لم تسل ومليكها
فيما حوته عاجلا لا يطمع
ومتی أمالوها لرشف رضابها
أداه فوها ً وهي لا تتمتع
وكأنها قلبي يضن بسره
أبدا ً ويكتم كل ما يستودع
وقال الاديب الاريب اسماعيل صبري في الدواة :
يا دواة اجعلي مدادك وردا ً
لوفود الاقلام حينا ً فحينا
وليكن كالزمان حالا وحالا
تارة آسنا ً واخری معينا
أكرمي العلم وامنحي خادميه
ماءك الغالي النفيس الثمنيا
وابذلي الصافي المطهر منه
لهداة السرائر المرشدينا
واذا الظلم والظلام استعانا
يوم نحس بأجهل الجاهلينا
واستمد من الشرور مدادا ً
فاجعليه من قسمة الظالمينا
واقذفي النقطة التي بات فيها
غضب القاهر العذل كمينا
ليراع امرئ اذا خط سطرا ً
نبذ الحق وارتضی المين دينا
واذا كان فيك نقطة سوء
كونت من خباثة تكوينا
فاجعليها قسط الذين استباحوا
في السياسات حرمة الاضعفينا
واذا خفت أن يكون من الصخر
جلاميد ترجم السامعينا
فابخلي بالمداد بخلا وان
أعطيت فيه المئين ثم المئينا
فاذا أعوز المداد طبيبا ً
يصف الداء دائبا ً مستعينا
فامنحيه المراد منا ً وعرفا ً
واستطيبي معونة المحسنينا
واذا مهجة الحمائم أسدت
نقطة سرها الذكي المصونا
فاجعليها علی المودات وقفا ً
وهبيها رسائل الشيقينا
فاذا لم تكن بقلبك الا
ما أعد الاخلاص للمخلصينا
فاجعليه حظي لاكتب منه
شرح حالي (لسيد المرسلينا)
شعر في المداد
لابي الفتح ذي الكفايتين قال :
يا سيدي وعمادي
أمددتني بمدادي
كمسكينك جمعا ً
من ناظري وفؤادي
أو كالليالي اللواتي
رميتنا بالبعاد
فديته من سواد
مبيض للوداد
وقال بعضهم في المداد :
اذا المسك طيب ريح قوم
كفتني ذاك رائحة المداد
وما شئ بأحسن من بنان
علی حافاته أثر السواد
وقال آخر أيضا ً في المداد :
من كان يعجبه ان مس عارضه
مسك يطيب منه الريح والنسما
فان مسكي مداد فوق أنملتي
اذا الاصابع يوما مست القلما
طريفة أدبية في المداد
حكي أن أحد الادباء نظر الی فتی علی ثيابه أثر مداد فأنـّبه علی ذلك فقال :
لا تجزعن من المداد فانه
عطر الرجال وحلية الكتاب
فأجابه :
حمار في الكتابة يدعيها
كدعوی آل حرب في زياد
فدع عنك الكتابة لست منها
ولو لطخت نفسك بالسواد
لغز طريف في دواة
قال بعضهم ملغزا ً في دواة :
ومرضعة أولادها بعد ذبحهم
لها لبن ما لذ ّ يوما ً لشارب
وفي بطنها السكين والثدي رأسها
وأولادها مذخورة للنوائب
وقال آخر :
وما أم يجامعها بنوها
وليس عليهم تجب الحدود
كأنهم اذا ولجوا حشاها
أفاعي في أماكنها رقود
فائدة طريفة ادبية في جمع دواة
دواة يجمع علی دويات ، مثل حصاة وحصياة ، ويجمع علی دوی مثل نواة ونوی ، وربما جمعت علی دوی مثل فتاة وفتی ، وأما دوايا فهو جمع الجمع .
وصف أحمد بن اسماعيل خطا ً حسنا ً فقال :
لو كان نباتا ً لكان زهرا ً ، ولو كان معدنا ً لكان تبرا ً ، أو مذقا ً لكان حلوا ً ، أو شرابا ً لكان صفوا ً .
وقال اقليدس :
الخط هندسة روحانية وان ظهرت بآلة جثمانية ، وقد إخذه النظام فقال : الخط أصل في الروح وان ظهر بالجسد .
اعتذر رجل الی محمد بن عبدالله بن طاهر من شئ بلغه عنه ، فرأی خطه قبيحا ً ، فوقـّع رقعته :
« أردنا قبول عذرك ، فاقتطعنا عنه ما قابلنا من قبح خطك ، ولو كنت صادقا ً في اعتذارك لساعدتك حركة يدك ، أوما علمت أن حسن الخط يناضل عن صاحبه بوضوح الحجة ، ويمكن له درك البغية » ؟
ويقول الخطاط وليد الاعظمي في كتابه تراجم خطاطي بغداد المعاصرين عن عباقرة الخط العربي مثل عميد الخط العربي العبقري المرحوم الخطاط هاشم محمد البغدادي :
« هم قد سهروا الليالي الطوال ، وسلخوا الشهور والاعوام ، يسامرون الاقلام ، والمحابر والاوراق ، بكل معنی رفيع ولفظ بديع او راق ، وسطورهم علی طروسهم ، حدائق ذات بهجة ، من غصون واوراق . قد اتخذوا من (الألـِف) إلفا ، واستأنسوا بالحروف حرفا ً حرفا ً ، يعشقون ما يمشقون ، حتی التصقت منهم الحواجب بالعيون ، وهم يحققون اوضاع (العيون) . وارتعشت رؤوسهم ، من أثر (التعريش والترويس) ، وما كفـّوا أكفهم ولا اكتفوا حتی استوی لهم (الكاف) مرسلا ً وممدودا ً ، والياء مسبلا ً ومردودا ً . وقد كانوا يئنون عند مدة (النون) وهم لها يحنـّون ، ولاقلامهم علی الصفحات صرير ، كأنه شهقات استعبار جرير » .
وقال بعض العلماء الاعاظم : ليكن همك في اجادة ما تكتب لا في مدحه بين الناس ، فان ريح المسك يدل عليه .
وكان أبو هفان عبد الله بن أحمد المهتزمي من أقبح الناس خطا ً ، وكان يبتدئ الخط من رأس الورقة ويعوج سطوره حتی يبقی آخر سطر في الورقة كلمة واحدة ، فرثاه يحيی بن علي فقال في مرثيته :
مع خط كأنه أرجل البط
أو الحط في ذوي الفتيان
وقيل كان الجحا من أقبح الناس خطا ً ايضا ، وكان اذا كتب كتابا ً لصديق له ، يذهب مع الكتاب ويقرأ كتابه حيث لا يتمكن احدا من قراءة خطه .
شعر في وصف حسن الخط
للعلامة الكبير السيد الامين العاملي (طاب رمسه) قال :
عليك بحسن الخط فالخط زينة
ورزق اذا ما أعوز المال والرزق
ونزهه عن لحن وعن خطأ به
بشأن كتاب المرء في الناس والنطق
شعر في وصف قبح الخط
أنشد العزي الحسن بن علي في قبح الخط فقال :
جزعت من قبح خطي
وفيه وضعي وحطي
رجعت من بعد حذفي
الی تعلم حـُطي
شعر في وصف الخط والكتابة والبلاغة
يقول الشاعر الكبير المشهور علي بن محمد القاضي التنوخي :
خط وقرطاس كأ
نهما السوالف والشعور
وبدائع تدع القلوب
تكاد من طرب تطير
في كل مغنی كالغنی
تحويه محتاج فقير
أو كالفكاك يناله
من بعد ما يأس أسير
وكأنها الاقبال جا
ء به الشفاء أو النشور
وكأنها شرخ الشبا ب
وعيشه الخضل النضير
شعر في وصف كتاب للوزير المهلبي
ورد الكتاب مبشرا ً
نفسي بأنواع السرور
وفضضته فوجدته
ليلا علی صفحات نور
مثل السوالف والخدو
د البيض زينت بالشعور
أنزلته مني بمنز
لة القلوب من الصدور
اشعار في وصف (محبرة) دواة
قال بعض الكتاب يصف (محبرة) دواة :
ولقد مضيت الی المحدث آنفا ً
واذا بحضرته ظباء رتع
واذا ظباء الانس تكتب كل ما
يملی وتحفظ ما يقول وتسمع
يتجاذبون الحبر من ملمومة
بيضاء تحملها علائق أربع
من خالص البلور غيـّر لونها
فكأنها سبج بلوح ويلمع
ان نكسوها لم تسل ومليكها
فيما حوته عاجلا لا يطمع
ومتی أمالوها لرشف رضابها
أداه فوها ً وهي لا تتمتع
وكأنها قلبي يضن بسره
أبدا ً ويكتم كل ما يستودع
وقال الاديب الاريب اسماعيل صبري في الدواة :
يا دواة اجعلي مدادك وردا ً
لوفود الاقلام حينا ً فحينا
وليكن كالزمان حالا وحالا
تارة آسنا ً واخری معينا
أكرمي العلم وامنحي خادميه
ماءك الغالي النفيس الثمنيا
وابذلي الصافي المطهر منه
لهداة السرائر المرشدينا
واذا الظلم والظلام استعانا
يوم نحس بأجهل الجاهلينا
واستمد من الشرور مدادا ً
فاجعليه من قسمة الظالمينا
واقذفي النقطة التي بات فيها
غضب القاهر العذل كمينا
ليراع امرئ اذا خط سطرا ً
نبذ الحق وارتضی المين دينا
واذا كان فيك نقطة سوء
كونت من خباثة تكوينا
فاجعليها قسط الذين استباحوا
في السياسات حرمة الاضعفينا
واذا خفت أن يكون من الصخر
جلاميد ترجم السامعينا
فابخلي بالمداد بخلا وان
أعطيت فيه المئين ثم المئينا
فاذا أعوز المداد طبيبا ً
يصف الداء دائبا ً مستعينا
فامنحيه المراد منا ً وعرفا ً
واستطيبي معونة المحسنينا
واذا مهجة الحمائم أسدت
نقطة سرها الذكي المصونا
فاجعليها علی المودات وقفا ً
وهبيها رسائل الشيقينا
فاذا لم تكن بقلبك الا
ما أعد الاخلاص للمخلصينا
فاجعليه حظي لاكتب منه
شرح حالي (لسيد المرسلينا)
شعر في المداد
لابي الفتح ذي الكفايتين قال :
يا سيدي وعمادي
أمددتني بمدادي
كمسكينك جمعا ً
من ناظري وفؤادي
أو كالليالي اللواتي
رميتنا بالبعاد
فديته من سواد
مبيض للوداد
وقال بعضهم في المداد :
اذا المسك طيب ريح قوم
كفتني ذاك رائحة المداد
وما شئ بأحسن من بنان
علی حافاته أثر السواد
وقال آخر أيضا ً في المداد :
من كان يعجبه ان مس عارضه
مسك يطيب منه الريح والنسما
فان مسكي مداد فوق أنملتي
اذا الاصابع يوما مست القلما
طريفة أدبية في المداد
حكي أن أحد الادباء نظر الی فتی علی ثيابه أثر مداد فأنـّبه علی ذلك فقال :
لا تجزعن من المداد فانه
عطر الرجال وحلية الكتاب
فأجابه :
حمار في الكتابة يدعيها
كدعوی آل حرب في زياد
فدع عنك الكتابة لست منها
ولو لطخت نفسك بالسواد
لغز طريف في دواة
قال بعضهم ملغزا ً في دواة :
ومرضعة أولادها بعد ذبحهم
لها لبن ما لذ ّ يوما ً لشارب
وفي بطنها السكين والثدي رأسها
وأولادها مذخورة للنوائب
وقال آخر :
وما أم يجامعها بنوها
وليس عليهم تجب الحدود
كأنهم اذا ولجوا حشاها
أفاعي في أماكنها رقود
فائدة طريفة ادبية في جمع دواة
دواة يجمع علی دويات ، مثل حصاة وحصياة ، ويجمع علی دوی مثل نواة ونوی ، وربما جمعت علی دوی مثل فتاة وفتی ، وأما دوايا فهو جمع الجمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق