الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

الكلام يجـــر الكلام _ 13

الكلامُ يجرُّ الكلام

13

· نوادر أدبية طريفة ·

كان ابن أبي صقر طعن في السن وضعف عن المشي ، فصار يتوكأ علی عصا فقال في ذلك :

كل مرء اذا تفكرت فيه وتأملته رأيت طريفا ً

كنت أمشي علی اثنتين قويا ً صرت أمشي علی ثلاث ضعيفا ً

·

كتب البستي الی بعض أصحابه وكان معتقلا ً :

فديتك يا روح المكارم والعلا بأنفس ما عندي من الروح والنفس

حبست فمن بعد الكسوف تبلج تظئ به الافاق كالبدر والشمس

فلا تعتقد للحبس هما ً ووحشة فقبلك قدما ً كان يوسف في الحبس

·

كان الخليل بن أحمد يقطع العروض ، فدخل عليه ولده في تلك الحالة ، فخرج الی الناس وقال : ان أبي قد جن ، فدخل الناس عليه وهو يقطع العروض ، فأخبروه بما قال ابنه فقال له :

لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت تعلم ما تقول عذرتكا

لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت انك جاهل فعذرتكا

·

قال أعرابي يتشوق الی بلده :

ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي بشوق الي عهد الصبا المتقادم

حننت الی ربع له اخضر شاربي وقطـّع عني فيه عقد التمائم

·

تعذر بعضهم للحرب فقال :

قامت تشجعني هند فقلت لها ان الشجاعة مقرون بها العطب

لا والذي منع الابصار رؤيته ما يشتهي الموت عندي من له أدب

للحرب قوم أضل الله سعيهم اذا دعتهم الی نيرانها وثبوا

ولست منهم ولا أهوی فعالهم لا القتل يعجبني منهم ولا السلب

·

وصف بعض الشعراء رجلا ً يحمي خبيثا ً :

رأيت منافقا ً يحمي خبيثا ً وكل منهما بالظلم يسعی

قد اتفقا ولكن في فساد كعقرب راكب للشر أفعی

·

كان فخر الدين الرازي في مجلسه اذ أقبلت حمامة خلفها صقر يريد صيدها فألقت نفسها في حجره كالمستجيرة به فأنشد شرف الدين بن عنين أبياتا ً في هذا المعنی ، منها :

جاءت سليمان الزمان حمامة والموت يلمع من جناحي خاطف

من أنبأ الورقاء ان محلكم حرم وانك ملجأ للخائف

·

ركب طاهر بن الحسين يوما ً ببغداد في حراقته[1] فاعترضه مقدس بن صيفي الخلوقي الشاعر ، وقد أدنيت من الشط ليخرج ، فقال : أيها الامير ان رأيت أن تسمع مني أبياتا ً ، فقال : قل ، فأنشأ يقول :

عجبت لحراقة ابن الحسين لاغرقت كيف لا تغرق

وبحران من فوقها واحد واخر من تحتها مطبق

وأعجب من ذاك أعوادها وقد مسها كيف لا تورق

فقال طاهر : اعطوه ثلاثة آلاف دينار .

·

قال أحمد بن فارس الرازي اللغوي يصف ما كان عليه :

وقالوا كيف حالك قلت خير تقضی حاجة وتفوت حاج

اذا ازدحمت هموم الصدر قلنا عسی يوما ً يكون لها انفراج

نديمي هرّتي وأنيس نفسي دفاتر لي ومعشوقي السراج

·

جلس أبواسحاق النجيرمي عند كافور الاخشيدي ، فدخل عليه أبو الفضل بن عياش ، فقال أدام الله مولانا (وكسر ميم الايام ) فتبسم كافور الی أبي اسحاق ، ففطن لذلك ، فقال ارتجالا ً :

لا غرو ان لحن الداعي لسيدنا وغص من دهش بالريق أو بهر

فمثل سيدنا حالت مهابته بين الاديب وبين الفتح بالحصر

وان يكن خفض الايام عن غلط في موضع النصب لا عن قلة البصر

فان أيامه خفض بلا نصب وان دولته صفو بلا كدر

فأمر له بثلاثمائه دينار وللنجيرمي بمأتين .

·

قال الاصمعي في تغريد البلبل :

أيها البلبل المغرد في النخل غريبا ً من أهله حيرانا

أفراقا ً تشكو أم دمت تدعو فوق أفنان نخلة ورشانا

هاج لي صوتك المغرد شجوا ً رب صوت يهيج الاحزانا

·

وقال نصر بن سيار فيمن لا يتصدی الی صغائر الشرور :

أری بين الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام

فان لم تطفها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام

فان النار بالعودين تذكی وان الحرب أولها كلام

·

قال المتوكل لابي العيناء :

كيف تری دارنا هذه ؟ فقال : يا أمير رأيت الناس يبنون الدور في الدنيا ، وأنت تبني الدنيا في دارك ، وقد نظم بعض الادياء هذا المعنی :

ولي مسألة بعد فعاجلني بأخباري

بنيت الدار في دنياك أم دنياك في الدار

· أشعار في الامثال والمواعيظ ·

· قيلت في الارملة ·

رأيت الدهر في فلك يدور فلا يحزنك ما فعل الدهور

وان تبع السرور الحزن يوما ً فلا حزن يدوم ولا سرور

وسكان القصور لهم قبور وسكان القبور لهم قصور

وقد يسلو المعزّی عن قليل اذا مات الاناث أو الذكور

ويثبت ما أقول لكم عروس مخدرة لها بعل صغير

توفی بعلها فمضت قواها وغيـّر لون بهجتها الفتور

وصامت عن جميع ازاد يوما ً وما ساغ العشاء ولا الفطور

فجاء لها علی عجل أبوها وقال لها الی الله المصير

علام الحزن والايام تجري وكل في مجرته يسير

وموت البعل لا يدعو لهم ومثل البعل في الدنيا كثير

غدا ً يأتيك زوج بعد زوج طويل كالنعامة أو قصير

فلما مر ذكر الزوج راقت وجف الدمع وانقطع الزفير

وساغ لها الشراب علی طعام ومن شهواتها كادت تطير

ولم تلبث سوی شهر بحزن وطبع الحزن مدته شهور

وراحت عاجلا سألت أباها وقالت يا أبي أنت البشير

ألست وعدتني زوجا ً مليحا ً جميلا في الانام له شعور

فأطرق ساعة وأجاب طوعا ً ومدمعه بوجنته سطور

وفكر في أمير مات منه وقال بنفسه قطع الامير

· لمحات مقتطفة فيما يتعلق بعلم العربية ·

· فوائدها هامة ·

1. عن كتاب تقويم اللسان لان الجوزي : جواب لا يجمع ، وقول العامة أجوبة كتبي وجوابات كتبي غلط والصحيح جواب كتبي .

2. وعنه : حاجات وحاج جمع حاجة وحوائج غلط .

3. وعنه : يقال حميت المريض لا أحميته .

4. وعنه : يقال للقائم اقعد وللنائم اجلس والعكس غلط .

5. وعنه : يقال الحمد لله كان كذا لا الذي كان كذا .

6. وعنه : العروس يقال للرجل والمرأة لا للمرأة فقط .

7. وعنه : لا يقال كثرت عيلته انما يقال كثرت عياله والعيلة الفقر .

8. وعنه : المصطكي بفتح الميم والضم غلط .

9. في القاموس : التشويش والمشوش والتشوش كلها لحن ووهم الجوهري ، والصواب التهويش والمهوش والتهوش .

10. وفيه في باب القاف مع اللام : القلقل كزبرج نبت له حب أسود حسن الشم محرك القوة ، لاسيما مدقوقا ً بسمسم معجونا بعسل وعـِرق هذا الشجر المغاث ومنه المثل (دقك بالمنخار حب القلقل ) والعامة تقوله بافاء(فلفل) غلطا ً .

11. وفيه : البقرة بالتحريك للمذكر والمؤنث .

12. وفيه : الجـَفن بالفتح غطاء العين من أعلی وأسفل ، جمعه أجفن وأجفان وجفون . والجـِفن بالكسر غمد السيف .

13. الرهط : اسم للجماعة دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة ولي له واحد من لفظه .

14. عن الثعالبي كل ظهر يكتب بالظاء الا ضهر الخيل فانه بالضاد . وكل غلط بالطاء الا غلت الحساب فانه بالتاء . وكل بيض بالضاد الا بيظ النمل فانه بالظاء .

15. ليس للعرب شهل بالمعجمة الا شهل بن شيبان أحد شعراء الحماسة . وليس لهم شـُمس بضم الشين الا شـُمس بن مالك الذي يقول الشاعر فيه :

واني لمهد من ثنائي فقاصد به لابن عمي الصدق شـُمس بن مالك

وليس لهم سـُلمی بضم السين الا التي ينسب اليها زهير بن آبي سـُلمی والد كعب صاحب قصيدة (بانت سعاد) نص عليه الدماميني .

وليس لهم زَبير بفتح الزاي الا والد عبدالله بن الزَبير الاسدي الشاعر أحد الشعراء الحماسة وهو غير عبدالله بن الزُبير الصحابي المشهور .

وليس لهم عُدُس بضم الدال غير عُدُس بن زيد بن عبدالله بن دارم ، والباقي عدَس بالفتح ، نص عليه أبوزكريا يحيی بن علي الخطيب التبريزي في شرح ديوان الحماسة .

وفي حواشي أمالي المرتضی ، كل عـُدَس في العرب بضم العين وفتح الدال الا عـُدُس بن زيد فانه مضموم العين والدال .



[1] الحَرّاقة، بالفتح و التشديد، ضرب من السفن

الاثنين، 23 أغسطس 2010

الكلامُ يجرُّ الكلام

12

· أوصاف بليغة في البلاغات ·

· علی ألسنة قوم من أهل الصناعات ·

اجتمع قوم من أهل البلاغات ، فوصفوا بلاغاتهم من طريق صناعاتهم .

فقال الجوهري : أحسن الكلام نظاما ً ما ثقبته يد الفكرة ، ونظمته الفطنة ، ونضد جوهر معانيه في سموط[1] ألفاظه ، فاحتملته نحور الرواة .

وقال العطار : أطيب الكلام ما عجن عنبر ألفاظه بمسك معانيه ، ففاح نسيم نشقه[2] ، وسطعت رائحة عبقه ، فتعلقت به الرواة ، وتعطرت به السراة .

وقال الصائغ : خير الكلام ما أحميته بكور الفكرة ، وسكبته بمشاعل النظرة ، وخلصته من خبث الاطناب[3] ، فبز بروز الابريز في معنی وجيز .

وقال الصيرفي : خير الكلام ما نقدته يد البصيرة ، واجتلته وحلته عين الروية ، ووزنته بمعيار الفصاحة ، فلا نظر يزيفه ، ولا سماع يبهرجه .

وقال الحداد : خير الكلام ما نصبت عليه منفخة الروية ، وأشعلت فيه نار البصيرة ، ثم دخرجته من فحم الافحام ، ورققته بفطيس[4] الافهام .

وقال النجار : خير الكلام ما أحكمت نجر معناه بقدوم التقدير ، ونشرته بمنشار التدبير ، فصار بابا ً لبيت البيان ، وعارضة لسقف اللسان .

وقال النجاد[5] : أحسن الكلام ما لطفت رفارف ألفاظه ، وحسنت مطارح معانية ، فتنزهت عي زرابي[6] محاسنه عيون الناظرين ، وأصاخت لنمارق[7] بهجته آذان السامعين .

وقال الماتح[8] : أبين الكلام ما علقت وذم ألفاظه بكرب معانيه ، ثم أرسلته بقليب[9] الفطن ، فمتحت[10] به سعاء يكشف الشبهات ، واستنبطت به معنی يروی من ضمأ المشكلات .

وقال الخياط : البلاغة قميص فجربانه[11] البيان ، وجيبه المعرفة ، وكماه الوجازة[12] ، ودخاريصه[13] الافهام ، ودروزه الحلاوة ، ولابسه جسد اللفظ ، وروحه المعنی .

وقال الصبـّاغ : أحسن الكلام مالم تنصل بهجة ايجازه ، ولم تكشف صبغة اعجازه ، وقد صقلته يد الروية من كمود الاشكال ، فراع كواعب الاداب وألف عذاری الالباب .

وقال البزاز : أحسن الكلام ما صدق رقم ألفاظه ، وحسن نشر معانيه ، فلم يستعجم عنك نشر ، ولم يستبهم عليك طي .

وقال الحائك : أحسن الكلام ما اتصلت لحمة ألفاظه بسدی معانيه ، فخرج مفوفا منيرا ً ، وموشی محبـّرا .

وقال الرائض[14] : خير الكلام مالم يخرج عن حد التخليع الی منزلة التقريب الا بعد الرياضة ، وكان كالمهر الذي أطمع أول رياضته ، في مقام ثقافته .

وقال الجمّال : البليغ من أخذ بخطام[15] كلامه فأناخه في مبرك المعنی ، ثم جعل له عقالا ، والايجاز له مجالا ، لم يند عن الاذهان ، ولم يشذ عن الاذان .

وقال المخنث : خير الكلام ما تكسرت أطرافه ، وتثنت[16] أعطافه ، وكان لفظه حلة ، ومعناه حلبة

وقال الخمـّار : أبلغ الكلام ما طبخته من أجل العلم ، وصفاه راووق[17] الفهم وضمته دنان الحكمة ، فتمشت في المفاصل عذوبته ، وفي الافكار رقته ، وفي العقول حدته .

وقال الفقاعي[18] : خير الكلام ما روحت الفاظه غباوة الشك ، ورفعت رقته فظاظة الجهل ، فطاب حساء فطنته ، وعذب مص جرعه .

وقال الطبيب : خير الكلام ما اذا باشر بيانه سقم الشبهة استطلقت طبيعة الغباوة ، فشفی من سوء الفهم ، وأورث صحة التوهم .

وقال الكحال : كما أن الرمد قذی الابصار ، فالشبهة قذی البصائر ، فاكحل عين المكنة بميل البلاغة ، واجل رمص[19] الغفلة بمرور اليقظة .

ثم قال : اجمعوا كلهم علی أن أبلغ الكلام ما اذا أشرقت شمسه ، انكشف لبسه ، واذا صدقت أنواؤه ، اخضرت أحماؤه .

· طريفة أنيقة ما بين الاصمعي وأحد الاعراب ·

· من الأجوبة المسكتة ·

حكي أن أعرابيا ً وقف في طائفة من أهل الادب والفضل ، وكان الاصمعي واحدا ً منهم ، فقال : أفيكم الاصمعي الشاعر ، قال الاصمعي : أنا ذاك ، فاستاذن عليهم وجلس وقال : يا اصمعي أنت الذي يزعم هؤلاء النفر انك أثقبهم معرفة بالشعر والعربية وحكايات الاعراب ، فقال الاصمعي : ولكن بينهم من هو أعلم مني ومن دوني . قال الاعرابي : أفلا تنشدونني من شعر أهل الحضر ، فأنشده الاصمعي شعرا ً لرجل امتدح به مسلمة بن عبد الملك :

أمسلم أنت البحر ان جاء وارد * وليث اذا ما الحرب طار عقابها

وأنت كسيف الهندواني ان غدت * حوادث من حرب يعب عبابها

وما خلقت أكرومة في امرئ له * ولا غاية الا اليك مآبها

كأنك ديان عليها موكل * بها وعلی كفيك يجري حسابها

اليك رحلنا العيس اذ لك نجدلها * أخا ثقة يرجی لديه ثوابها

عند ذلك تبسم الاعرابي وهز رأسه وقال :

يا أصمعي هذا شعر مهلل خلق النسيج خطؤه أكثر من صوابه يغطي عيوبه حسن الروي ورواية المنشد ، يشبهون الملك والاسد أبخر شئيم المنظر وربما طاردته فطردته شرذمه من امائنا وتلاعب به صبياننا ، ويشبهونه بالبحر والبحر صعب علی من ركبه مـُرّ علی من شربه ، ويشبهونه بالسيف والسيف ربما خان في الحقيقة ونبا عند الضريبة ، وأين هذا مما قال صبي من حيـّنا :

اذا سألت الوری عن كل مكرمة * لم يعز اكرامها الا الی الهول

فتی جواد أذاب المال نائله * فالنيل يشكر منه كثرة النيل

الموت يكره أن يلقی منتية * في كره عند لف الخيل بالخيل

لو زاحم الشمس أبقی الشمس كاسفة * أو زاحم الصم ألجاها الی الميل

أمضی من النجم ان نابته نائبه * وعند اعدائه أجری من السيل

لا يستريح من الدنيا وزينتها * ولا تراه اليها ساحب الذيل

يقصر المجد عنه في مكارمه * كما يقصر عن أفعاله قولي

فبهت الاصمعي ومن معه وقال لهم : اكتبوا ما سمعتم ولو بأطاف المدی علی رقاب الاكباد .

· من حكايات الفصحاء ونوادر البلغاء ·

حكي أن عبدالملك بن مروان جلس يوما ً وعنده رهط من ندمائه وجماعة من خواصه وأهل مسامرته ، فقال لهم :

أيكم يأتيني بحروف المعجم في بدن الانسان وله علي مل يتمناه ، فقام سويد بن غفلة ، فقال : أنا لها ، قال : هات فقال : نعم

أنف ، بطن ، ترقوة ، ثغر ، جمجمة ، حلق ، خد ، دماغ ، ذكر ، رقبة ، زند ، ساق ، شفة ، صدر ، ضلع ، طحال ، ظهر ، عين ، غبغب ، فم ، قفا ، كف ، لسان ، منخر ، نغنوغ ، هامه ، وجه ، يد .

فقام بعض أصحاب عبدالملك وقال : أنا أقولها من جسد الانسان مرتين ، فضحك عبدالملك وقال لسويد أما سمعت ما قال ؟ قال : أصلح الله الامير أنا أقولها ثلاثا ً فقال : هات ولك ما تتمناه فابتدأ يقول :

أنف ، أسنان ، أذن ؛ بطن ، بنصر ، بزه ؛ ترقوة ، تمرة ، تينة ؛ ثغر ، ثنايا ، ثدي ؛ جمجمة ، جنب ، جبهة ؛ حلق ، حنك ، حاجب ؛ خد ، خنصر ، خاصرة ؛ دبر ، دماغ ، درادير ؛ ذقن ، ذكر ، ذراع ؛ رقبة ، رأس ، ركبة ؛ زند زردمة ، زب (فهنالك ضحك عبدالملك حتی استلقی علی قفاه ) ثم قال سويد : ساق ، سرة ، سبابة ؛ شفة ، شفر ، شارب ؛ صدر ، صدغ ، صلعة ؛ ضلع ، ضفيرة ، ضرس ؛ طحال ، طرة ، طرف ؛ ظهر ، ظفر ، ظلم ؛ عين ، عنق ، عانق ؛ غبغب ، غلصمة ، غنة ؛ فم ، فك ، فؤاد ؛ قلب ، قفا ، قدم ؛ كف ، كتف ، كعب ؛ لسان ، لحية ، لوح ؛ منخر ، مرفق ، منكب ؛ نغنوغ ، ناب ، نن ؛ هامة ، هيئة ، هيف ؛ وجه ، وجنة ، ورك ؛ يمين ، يسار ، يافوخ .

ثم نهض مسرعا ً فقبل الارض بين يدي عبدالملك قال : فهندها ضحك عبد الملك وقال : والله ما تزيدنا عليها شيئا ً اعطوه ما يتمناه ، ثم أجازه وأنعم عليه وبالغ في الاحسان اليه .

· نادرة أدبية في حل الالغاز ·

يحكی عن ابن شبيب انه كان مقدما ً في حل الالغاز لا يكاد يتوقف عما يسأل عنه ، فتفاوض أبوغالب بن الحصين وأبو منصور محمد بن سليمان في أمر ابن شبيب هذا وماهو عليه من حل اللغز ، فقال أبومنصور : تعال حتی نعمل لغزا ً محالا ونسأله عنه ، فنظم أبوالمنصور :

وما شئ له في الرأس رجل * وموضع وجهه منه قفاه

اذا غمضت عينك أبصرته * وان فتـّحت عينك لا تراه

ونظم أيضا ً :

وجار هو تيار * ضعيف العقل ضوار

بلا لحم ولا ريش * وهو في الرمز طيار

بطبع بارد جدا ً * ولكن كله نار

وأنفذا اللغزين اليه ، فكتب علی الاول : طيف الخيال ، وكتب علی الثاني : هو الزئبق .

فجاءا اليه وقالا : هب اللغز الاول هو طيف الخيال ، والبيت الثاني يساعدك عليه ، فكيف تعمل في البيت الاول ، فقال : لان المنام يفسر بالعكس ، لان من بكی يفسر له بالضحك ، ومن مات يفسر له بطول الحياة ، وقوله في الثاني هو طيار ان أرباب صنعة الكيمياء يرمزون للزئبق بالطيار والفرار والابق وما أشبه ذلك لانه يناسب صفته ، وأما برده فظاهر ، ولافراط برده ثقل جسمه وجرمه ، وكله نار لسرعة حركته وتشكله في افتراقه والتئآمه ، فأعجبا من فرط ذكائه ، وتوقد عقله .

· لمحات من الكلمات الحكميةللعرب ·

من كلامهم :

· ثوب الرجل لسان نعمه الله عليه .

· صديق الوالد عم الولد .

· علامة الكـذ ّاب جوده باليمين لغير مستحلف .

· ظن العاقل خير من صواب الجاهل .

· كلب جوال خير من أسد رابط .

· من سعادة المرء أن يكون خصمه عاقلا ً .

· موت الخـيّر راحة لنفسه ، وموت الشرّير راحة لغيره .

· فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهله .

· ظلم الضعيف أفحش الظلم .

· من صلاح نفسك معرفتك بفسادها .

· غضب الجاهل في قوله ، وغضب العاقل في فعله .

· قارب الناس في عقولهم ، تسلم من غوائلهم .

· لا تفتح بابا يعييك سده .

· لا ترسل سهما يعجزك رده .

· لا تشح من اعطاء القليل ، فان المنع أقل منه .

· لا تكن ممن يلعن ابليس في العلانية ويواليه في السر .

· لا تكن رطبا ً فتعصر ، ولا يابسا ً فتكسر .

· لا يزيدك لطف الحسود الا وحشة منه .

· اذا اشتبه عليم أمران فاجتنب أقربهم من هواك .

· فائدة لغوية يحتاج كل اديب اليها ·

البلج : هو أن ينقطع الحاجبان فلا يكون بينهما تضام للشعر ، وكانت العرب تمدح بالبلج ويقال : رجل أبلج ، وإمرأة بلجاء .

العين : فجملة العين المقلة ، وهي الشحمة التي تجمع البياض والحدقة والناظر ، وهو موضع البصر .

وفيهما الناظران وهما عرقان علی حرف الانف يسيلان من الموقين الی الوجه .

وفيهما الاجفان وهي غطاء المقلة من أعلی وأسفل .

وفيهما الاشفار وهي حروف الاجفان التي تلتقي عند الغمض الواحد شفر والشفر الذي ينبت فيه الهدب الواحد هدب فاذا طالت الاهداب قيل رجل أهدب وامرأة هدباء ، ورجل أوطف وامرأة وطفاء ، وكذلك اذن هدباء اذا كانت كثيرة الشعر ووطفاء والكل دليل علی الطول .

والمحجر ما خرج من النقاب من الرجل والمرأة من الجفن الاسفل .

وفي العين الحماليق والواحد حملاق والحماليق النواحي .

وفيهما اللحاظ وهي مؤخرها الذي يلي الصدغ والموق طرفها الذي يلي الانف وهو مخرج الدمع .

وفي العين الحوص وهو ضيق في مؤخرها يقال رجل أحوص وامرأة حوصاء .

وفيها النجل وهو سعة العين وعظم المقلة وكثرة البياض . يقال امرأة نجلاء .

وفيها الخنس وهو ضعف في النظر .

وفيها الكحل وهو سواد العين بين الحمرة والسواد

والدعج السواد في العين بين الحمرة والسواد .

والشهل أن يشوب سوادها زرقة يقال رجل أشهل وامرأة شهلاء .

ويقال نظر الي شزرا ً وذلك اذا نظر عن يمينه أو عن شماله ولم يستقبله بنظره في النظر .

الاغضاء وهو أن يطبق جفنه علی حدقته فيقال رأيته مغضبا ً .

الفم : وفي الفم الثنايا والرباعيات والضواحك والارحاء والنواجذ ، فالضواحك أربعة أضراس تلي الانياب الی جنب كل ناب من أسفل الفم وأعلاه ضاحك ، وأما الارحاء ثمانية أضراس من أسفل الفم وأعلاه ، وفي الاسنان الظلم ساكن وهو ماء الاسنان ، وفي الاسنان الشنب وهو الی برد وعذوبة في المذاق ، والفلج تباعد ما بين الاسنان .

اللثة : وهو اللحم ينبت فيه الاسنان وفي اللثة اللمی وهو سمرة تضرب الی السواد ، وكذلك بالجوه واللهاة اللحمة الحمراء المعلقة علی الحنك .



[1] السموط : القلادة

[2] النشق : اشم ، او الدواء الذي يستعمل كصعوط في الانف .

[3] خبث الاطناب : المفردات الغير مرغوبة من الكلام البليغ .

[4] الفِطِّيس، مثال الفِسِّيق: المِطْرَقَة العظيمة

[5] النجَّاد الذي يعالج الفرش و الوِسادَ و يَخِيطُها.

[6] الزَّرابيُّ: البُسُطُ؛ و قيل: كلُّ ما بُسِطَ و اتُّكِئَ عليه‏

[7] مارق : نتف الصوف

[8] الماتح : السقـّاء .

[9] القَلِيبُ: البئر

[10] متحت : سقيت من البئر

[11] الجُرُبَّانُ، بالضم، هو جَيْبُ القميص، و الأَلف و النون زائدتان‏

[12] وَجُزَ الكلامُ وَجازَةً و وَجْزاً و أَوْجَزَ: قَلَّ في بلاغة

[13] الدِّخْرِيصُ من القميص و الدِّرْع: واحدُ الدَّخارِيصِ، و هو ما يُوصَل به البدَنُ ليُوَسِّعَه‏

[14] الرائض : منسوب الی رياضة الخيل ، الشخص الذي يروّض الخيل .

[15] الخِطامُ: الزِّمام‏ ، و الخِطامُ كلُّ ما وُضِع في أَنف البعير ليُقاد به‏

[16] ثِنْيُ الثوب لما كُفَّ من أَطرافه‏

[17] الراووق ناجُود الشَّراب الذي يُرَوَّق به فيُصَفَّى

[18] الفُقَّاعُ: شَراب يتخذ من الشعير سمي به لما يعلوه من الزَّبَدِ. والفقاعي بائع الفقاع .

[19] الرَّمَصُ في العين: كالغَمَصِ و هو قَذًى تَلْفِظ به‏